الأحد، 7 سبتمبر 2014

هروب..!






اعتدت أن أتغلب على فوضى الروح بفوضى أقوى، مثلاً باستماعي إلى هدير أمواج بحر مضطرب أو كما اخترت هذا اليوم بأن ألقي نفسي وسط الزحام وضوضاء العابرين..
والنتيجة الحتمية لذلك هي تغلب الفوضى الخارجية على تلك التي عاثت في الروح فساداً، لكن هذه المرة كان ما بالداخل أقوى وأعلى صوتاً..
سِرتُ بين الجموع وكأني أسير وحيدة على هذه الأرض، لا أرى منهم أحداً ولا أسمع لهم رِكزاً..
نظرت إلى السماء حين لفت انتباهي ألوان الغروب وتدرجاته وانسجامها المتناغم مع الكون، ولفت انتباهي كذلك ذاك الظلام الذي يلاحقنا؛ موجة من الظلام الحالك بلغ ارتفاعها مدّ البصر توشك أن تنقضّ علينا فتبتلعنا..
هربنا مستمرين في السير والتقدم إلى الأمام لحاقاً بذلك النور الذي تأهّب للرحيل. كنت أشعر بالغبطة والسرور حين لم يدركني الغرق في موجة الظلام لكن سرعان ما تلاشى ذلك السرور وتبدّل إلى خوف وقلق حين انعطف بنا الطريق (إجبارياً) إلى مسار وجدت فيه الضوء من خلفي والظلام أمامي!
كم مرة حاولنا الهرب من أمر ولكنا (كارهين) وجدنا أنفسنا غارقين في أعماقه؟!
وكم مرة حاولنا الوصول إلى وجهة فنجد أنفسنا (كارهين) أبعد ما نكون عنها؟!
قد لا يفيد الهرب دائماً لأن الذي تهرب منه أكبر منكَ ! ولأن ثمّة أمور لا يجدي الهرب منها ـ مثل هذا الظلام ـ لحتمية وقوعها وعدم قدرتنا على أن نجد لها دفعاً ولا تحويلاً.
كل ما نحتاجه حينها هو أن نجد لأنفسنا ملجأً نأوي إليه يكفينا عناء الاستمرار في الهروب!

ما كان مني سوى أن أضأت المصابيح حين دخلت المنزل فانتصرت على تلك الظلمة، وبقي سؤال واحد يُساوِرُني: ماذا لو سجى ذلك الظلام على القلب فلم ينتفع بمصابيح المنزل ولا نور الصباح؟


نرمين :)

الأحد
١٢ـ ذو القعدة ـ ١٤٣٥ هـ



.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق