الأربعاء، 15 مايو 2013

هذيان!





سمعت وأنا طفلة أن لكل فتاة فارساً لأحلامها، يقرّبهُما الحب حتى يلتقيان
فيحملها ذلك الفارس على ظهر الفرح ويتنقل بها بين جنائن الحب ورياضه البهية 
فلا تفترق أرواحهما بعد أن التحمت..
هذا ما تذكرته حين وجدت نفسي في ذلك الفندق الفاخر.. 
وفي مكان واسع جداً به أثاثٌ قطعٌ من الجمال تبهر الناظرين
لم يكن معنا أحد سوى الهدوء الذي يتنقل في ذلك الطابق بلا رقيب، 
وأضواء خافتة تذكرني ببدايات شروق الصباح..
أجلس مقابلة له على أريكة مفردة وبيننا طاولة كأن بها قبساً من نوره،
مرتبكة، خجلى، لا أقدر على رفع نظري إليه،
أشغل نفسي بشعري الملتفة بعض أطرافه على بعض،
وقد زاد جماله بلا مبالغة ذاك اليوم لأنه يوم يحملني فارس أحلامي على ظهر الفرح!!
ثم أتلهى بفستاني الأبيض الذي لم يتجاوز طوله الركبتين وذراعيّ ظاهران منه بلا حجاب
لم يكن واسعاً فضفاضاً ولا ضيقاً، صافٍ لونه كأنه نُسج من بَرَد، 
يجري عليه بريق خفيف كأنهار من ذهب..

مازال صامتاً لا يتحدث وكأنه لا يريدني أن أخرج عن تلك الحال..
فأعود لأعبث بالقلادة التي أهدانيها وعاهدت نفسي أن تبقى معلقة على جيدي بالقرب من قلبي وأنفاسي..
أتحسس أقراطي العسجدية المتدلية، أنظر إلى الطاولة وكوبا القهوة يترقبان 
ما الذي سينتهي إليه صمته، أتلفت مبتسمة كلما سمعت قرع خطوات أحدهم من بعيد 
لعل الله بعثه ليخرجني من هذا الموقف..
أسمع صوت فرحتهم في الطابق السفلي وتوالي " الزغاريط ه4" والتبريكات والتهاني
ويستمرون في إعلان الحبور بالدّف والكل في أبهى زينته وفي أبهى سعادته.
الوقت يمر ونحن نتبادل الصمت ريثما أُزفّ إليه عروساً تلك الليلة..
تشجعت قليلاً فرفعت نظري، وجدته مبتسماً ابتسامة لا يشوبها كدر ولا نصب،
يتأملني بحواسه وجميع انتباهه وكأنه يقول: قد حيز لي الفرح بحذافيره اليوم..



ثم تمتم قلبي: 

لعله ضرب من الجنون أن ينكشف الليل عن مثل أضغاث الأحلام هذه فنرويها لمن حولنا!




من كتاباتي القديمة :)

الجمعة
١٧ ـ جمادى الآخرة ـ ١٤٣٢ هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق