الاثنين، 20 مايو 2013

تأملات وعبر..





حدثتكم من قبل عن امرأتين كبيرتين في السن في المستشفى إحداهما خلطت العلاجات واستخدمتها بطريقة خاطئة تضر صحتها
والأخرى التي كاد ابنها أن يحملها على ظهره لولا أنه كان يرتكز على عكازين..

المؤسف في الأمر أن أمثلة مثل الحالة الأولى تنتشر في مجتمعنا انتشار النار في الهشيم
لا يعقل أني أصادف اليوم امرأة كبيرة في السن متهالك جسمها محمرة عيناها من شدة التعب
والأطباء والمساعدون يخشون أن يصيبها أذى من سوء حالها،
وهي تنتظر بكل صبر أن يحين دورها،
تشعر بآلام في جسمها من طول انتظارها ولا تدري ما تفعل،
تجوب الأرجاء، تدور هنا وهناك، تنادي بأعلى بصوتها: عصمت عصمت 
فيجيبها موظف الاستقبال: انتظري يا خالة عالكرسي
فتصرخ مرة أخرى: أنا أدور عصمت
ليجيبها: بيجي يا خالة خليك هناك بس..

جلست بجواري تحاول أن تجد لدي ما يواسيها وينسيها مرارة ماهي فيه
تقول لي: أنا هني أنتظر من زمان، هم يدخلون اللي على مزاجهم وبس
ولم تدر تلك الأم أنه كان بإمكانها الحضور في الموعد المحدد دون المرور بكل هذه المعاناة
تلعثمتُ وقَطعَت غصة في حلقي الطريق أمام كلماتي
ثم اقتربت من أذني وقالت بصوت منخفض: يا بنيتي بس ريال حق الموية
لا أدري والله كيف أصف لكم انكسارها وهي امرأة عجوز تطلب من غريبة عنها ثمن شربة ماء

والله سيحابنا الله على هذا
أين من يرعاها عنها وأين أبناؤها؟
ألم يعلم ابنها أن هذه الأم هي التي حملته في بطنها تسعة أشهر؟!!
هل نسي أنه كان على مدار تلك التسعة أشهر يمتص صحتها وغذاءها ورونقها كي يحيا هو ويعيش سليماً معافى؟
أما علم أنها هي التي علمته كيف يأكل وكيف يمشي وكيف يتحدث ثم لما كبر نسي فضلها!
هذه الأم هي التي تفديك بروحها وحياتها وسعادتها لأجل أن تبتسم فقط..

سبحان الله..
أعلمه الرماية كل يوم  ..  فلما استد ساعده رماني!!

قرن الله سبحانه بر الوالدين بعبادته وطاعته
يقول سبحانه: " وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً"

والله إنه لأمر تذوب له الأكباد وتدمى منه المقل
والله لن يجد خيراً في حياته من قصر مع والديه ولم يحسن إليها

يا أحبتي.. يا من أحب لهم ما أحب لنفسي
آباءكم وأمهاتكم يرعاكم الله
بروهم تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة
وذكروا من حولكم بذلك لعل الله يرفع عنا ما بنا من بلاء ومحن..

أذكر أني قرأت لأحد الإخوة الرذاذيين دعوة لأمه وما أجملها قال فيها:
رزقني الله نعيم برها

وقد صدق في دقة وصفه لله دره،
فما من نعيم ولا خير ولا سعادة في الدنيا إلا في بر الوالدين
والآخرة خير لمن اتقى..


أسأل الله أن يرزقنا نعيم بر والدينا أحياء وأمواتاً وأن يرحمهما كما ربونا صغاراً..



..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق